لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لماذا خُلق الحزن داخلنا؟
في تقرير نشرته صحيفة "إلبايس-El País" الإسبانية، قال الكاتب "أندريس ماسا":إن من السهل كشف أعراض الحزن من خلال اللغة، وفي هذه الحالة فإن عبارات من قبيل: "لا تحزن" هي أسوأ العبارات التي يمكن أن تقال لشخص ما.لم يخلق الله بنا شعورًا وإحساسًا دون سبب، نحتاج للحزن في أيامنا لترجمة مشاعرنا وإزاحة الهم عن أكتافنا، كحاجتنا للشعور بالسعادة عند الفرح، والغضب عند عدم الرضا، الدهشة عند الإعجاب بشيء ما، والاشمئزاز عند الاحتقار، والخوف عند عدم الأمان، فقولك لشخص حزين عبارة: "لا تحزن" قد تُترجم في عقله إلى "اكبت مشاعرك الحقيقية هذه فأنت تستحق هذا الإحساس" مما قد يولّد شعورًا بالذنب ليزيد الأمر سوءًا.عند قول كلمة "لا تحزن" يتبادر إلى ذهني كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني (والذي بيعت منه أكثر من 2,000,000 نسخة!)، حيث يوصينا بإظهار المشاعر شرط أن لا نطيل الإحساس بالحزن فنجعله يتملكنا، وكان يؤكد -بين صفحة وأخرى- أن اليوم نعمة يجب أن تُكرّم بعيشها عيشة صحيحة لا نزاحمها بأسى الأمس ولا نخشى عليها من الغد، حيث قال:
"إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأنَّ الريح تتجه إلى الأمامِ والماءُ ينحدر إلى الأمامِ ، والقافلُة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة" وقال: "عمرك يوم واحد، فلا هو أَمْسٍ الذي ذهب بخيره وشره، ولا غدٍ الذي لم يأت إلى الآن".
الحزن والسعادة: توأم يجمعه القلب
شعور السعادة أجمل ما قد تشعر به، ولكن كيف لك أن تحس بالفرق إن لم تحزن من الأساس أو ينتابك الأسى؟ كيف ستثمّن إحساسك العظيم بالفرح، إن لم يسبقه شعورٌ بالحزن؟وربما هنا تكمن الفائدة: فائدة الحزن في أن نثمّن السعادة وإحساس الفرح، كما يقال: الألم والفرح وجهان لعملة واحدة، كلاهما ضروريان لنحيا. (بعيدًا عن حالة "مالكوم" فهو مجبور على الشعور بالسعادة حتى وإن أراد إظهار الحزن هو لن يستطيع ذلك) هل تظن بأن شعورك بالسعادة الدائمة أمر جيد، نفسيًّا وجسديًّا؟المشاعر السلبية ليست سيئة دائمًا!هل تظن بأن كَبْتك للمشاعر السلبية هو الحلّ؟
بينما تستطيع إظهار كافة المشاعر التي وهبك إياها الله؟تقول (سوزان شويزر) وهي باحثة في دراسة العواطف في جامعة كامبريدج:"عندما تحاول قمع شعور ما، كما هو الحال عندما تحاول قمع فكرة ما، يمكن أن يكون لذلك تأثير عكسي. ومن المرجح أن يعود هذا الشعور بقوة أكبر في وقت لاحق"أي إن إحساسك المكبوت سينقلب عليك.عزيزي، مشاعرنا نعمة، وتحكُّمنا بها نعمة أخرى، أَظْهِر الحزن لتذوق حلاوة السعادة وتقدرها، فلو أن "مالكوم" تحدث بصراحة لقال: ليتني أستطيع إظهار حزني.إن أعجبك مقالي، فسأكون ممتنة إن قرأت مقالي الآخر: ١٠ نصائح لتخفيف الضغوطات النفسية.