لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
"يكفي من حدة النظر التي منحته صورة رديئة عن العلاقات الانسانية، يريد أن يعيش لا أن يعرف حقيقة الناس، أن يعيش فقط!"الشيئ الذي أثار انتباهي، أن كل محاولة لانطوان أن يصبح غبيًا كانت تتم بطريقة ذكية، حيث قرأ و بحث و انضم لدورات تعليمية ليتقن السُكر و الانتحار. لكن انتهى به المطاف ان يكون سكيرًا بين ثنايا المشفى، و تراجع عن الانتحار لأنه حتى ولم يرد العيش، فلا يريد أن يموت! كان يريد أن يعيش فقط دون تعقيد و لا تفكير، أليس من الظلم أن يكون ذلك صعبًا؟!و يرى الكاتب أن الذكاء ميزة يتقاسمها الناس دون تمييز، إذ أن الأستاذ والصيّاد، الكاتب والكاتب كلهم يتشاركون في الذكاء ذاته، وأن الشهادة ليست معيارًا للذكاء، فقد نجد مجموعة من الراشدين يفهمون الحياة دون شهادة، إذ أن شهادتهم مكتسبة من مدرسة الحياة ذاتها. و دعّم وجهة نظره باقتباس يقوله مايكل هير :
إن غباء المرء لا ينبع من افتقاره للذكاء و انما من غياب شجاعته.إنطوان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن نزاهته الفكرية تمنعه من الانخراط في المجتمع فكان كقطرة زيت في اناء ماء، منعزل عن العالم رغم انغماسه فيه.بعد محاولة أنطوان ليصبح غبيًا، حقق ثروة كبيرة حين أصبح سمسارًا بمساعدة صديق قديم، إلا أن ثروته الحقيقية كانت أغلى من كل شيئ يملكه، ألا وهم أشباه انشتاين (أصدقاؤه).و في النهاية، انطوان لا يمكن أن يزيف شخصية جديدة، كان عليه اذا ان يستمتع بحياته بطريقته ذاتها، أن يندمج مع المجتمع و يملك مع نزاهته الفكرية ذكاءًا اجتماعيًا.أحببت الرواية كثيرًا، تركز على الأشخاص اللامنتميين، الملقون على هامش السعادة فقط لأنهم تعمقوا أكثر مما يجب و فكروا أكثر مما يجب دون أن يملكوا دليلًا لاستعمال ذكائهم في أشياء مفيدة، ترينا الرواية أهمية الثبات على المبادئ، والاصرار على الهدف و الضمير الحي.