لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الموهبة ومصادر الإلهام
فى تلك الأثناء، كنت أستوقف المقابلة لبعض الوقت حتى أسبح بخيالي الجامح فأجد نفسي جالسًا أمام ذاك المذيع لأتلقى السؤال نيابةً عن الضيف الذى بدأ يتململ من سطحية الأسئلة وسذاجتها، كنت ألتقط المايكروفون واتكئ على الكرسي كأني هارون الرشيد في زمانه، وأفتح فمي استعدادًا للإجابة، ولكن فجأة يتوقف المشهد بأكلمه ويسدل الصمت ستائره القاتمة فيتحجر العقل ويلجم اللسان من هيبة الموقف.. أحاول استجماع أفكاري فلا أجد ما ألقم به المذيع من إجاباتٍ شافية. أحياناً أقول في نفسي: ربما كانت الموهبة التي زرعها الله سبحانه وتعالى بداخل كل واحدٍ منا، قد انبثقت لها ثغرة أو انفرجت لها انفراجة بسيطة تمرر الضوء من خلالها مع القليل من الري الأدبي فترتوي وتكبر حتى تصبح مثل شجرة التوت، كبيرة الحجم صغيرة الثمر. وبمناسبة الحديث عن الري والإلهام، سأحدثكم اليوم عن تجربة فريدة من نوعها، كان بطلها الأساسي طفل صغير لم يتعدّ الرابعة من عمره، ولكنه كان كبير العقل كثير الأسئلة، لدرجةٍ قد تجعل بعض المحيطين به يملون منه بسرعة، ولكني قررت أن أستفيد من أسئلته الكثيرة والتلقائية التي قد توحي لأول وهلة أنه سيكون في المستقبل محققًا بارعًا أو ضابط شرطة مُحنّك ينهار أمامه أعتى الطغاة وأشد المجرمين.الصغير "مودي" وقصص الأطفال
منذ عدة أيام، كنت أجلس مع الصغير "مودي" نشاهد معًا إحدى القنوات المخصصة للأطفال، كانت القناة تعرض أغنية طفولية عن الثعلب والأرنب، ثم تبعتها بأخرى تحكي عن الذئب والأغنام، أما في الأولى، فقد كان الأرنب يتجوّل في الغابة يلعب مع بعض الأصدقاء عندما فاجأه الثعلب المكار وحاول الإيقاع به واصطياده، لكن الأرنب السريع جدًا تمكّن من الفرار من الموت المحقق والاختباء خلف أحد الأشجار، وأما عن الثانية، فكانت تحكي عن راعٍ شاب ولكنه كذاب، أوهم أهل قريته أن هناك ذئب على وشك الفتك به وبأغنامه، فلما اكتشفوا كذبه غضبوا منه وتركوه وقرروا ألا يستجيبوا لاستغاثاته مهما حدث، وفي يومٍ من الأيام، تقع الكارثة ويهجم الذئب بالفعل على الأغنام ولا يغيث الراعي أحد من أهالي القرية ظنًا منهم أنه يكذب كعادته. كان مودي يجلس بجواري ويتابع القناة باهتمامٍ شديد، فلما انتهت الأغنيات بدأ يُلقي بأسئلته واحدة تتلوها الأخرى: ما هو الثعلب؟ ولماذا يجري خلف الأرنب الصغير؟ وأين يعيش الأرنب؟ ولماذا لم يلحق الثعلب بالأرنب؟ وعن الذئب والأغنام؟ ولماذا يأكل الذئب الغنم؟ ولماذا كان الراعي ينادي على الناس؟ وماذا فعل معه الذئب؟ وغير ذلك الكثير والكثير من الأسئلة. كنت أبتسم عند كل سؤال وأجيبه بصبرٍ يتعجب منه كل من يستمع أو يشاهد هذا التحقيق المطوّل، ولكن بعد أن انتهى هذا التحقيق، وجمعت في ذهني أسئلة الصغير التلقائية مع الإجابات البسيطة، وجدت أنه قد تكون لديّ ثلاث قصص للأطفال مكتملة الأركان، ومثل الرسام الذي يتأمل المناظر الطبيعية ويغوص فيها قبل أن ينقلها على الورق، كنت أفعل ذات الأمر أمام أسئلة الطفل الصغير "مودي" لأحوّلها إلى قصص تصلح لمثل هذا السن المبكر، عندها تأكدت أن الأطفال كنز كبير يجب الاستفادة منه. فإن كنت كاتبًا لقصص الأطفال والبراعم أو قاصًا بصفةٍ عامة، فنصيحتي المتواضعة أن تجالس الأطفال وتتأمل حركاتهم وسكناتهم وكلماتهم وأسئلتهم التلقائية البريئة، فعندها ستتحصل على عددٍ لا نهائي من القصص والحكايات، وليس ذلك فحسب، فمن الجائز جدًا أن يساعدك هذا الطفل الصغير الذي منحه الله عقلاً متفتحًا أن يساعدك في أعتى وأشد المشكلات التي قد تعترضك، فكما ذكر لنا يومًا أحد أساتذتنا الأفاضل: "إذا تعرضت لمشكلة ولم تتمكن من حلها، فسأل عنها طفلًا صغيرًا لأنه سيجد لك وببساطةٍ شديدة أسهل وأقصر وأبسط الحلول التي قد لا تخطر على عقول وأذهان الكبار.العناصر المكونة لقصص الأطفال
أما عن قصص الأطفال فعناصرها تشبه إلى حد كبير عناصر القصة القصيرة، فتتكون من:- الفكرة أو الحدث.
- الحبكة الفنية.
- الشخصيات.
- الحوار والأسلوب.
- البيئة الزمانية.
- البيئة المكانية.