إن من يكتنزُ شيئاً يحفظهُ بكل طرق السلامة, وما أكرمُ من العلم على العقل اكتنازاً, يحفظهُ صاحبه تدريساً وكتابة .
لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
ما هو الأسلوب الأمثل في طريقة التقييد الكتابي للعلم ؟
بعد تبيان التجربة وتقرير فوائدها يأتي ذكر الأسلوب الأمثل في تقييد الكتابة، وإن كنت أنبه أولا أن لكل قارئ أسلوبه المتفرد، وقد يستحب شيئا لا يحبذه غيره، وما تقييد التجارب بالكتابة للآخرين إلا استحبابا في نشر الفائدة قد يجد فيها أحدهم ضالته فتنفعه. أولا: التعداد فغالبا ما تحوي الكتب فوائد بإمكان القارئ وضعها في تقسيمات أو تعداد نقطي، كالكتب الشرعية مثلا في كتب "الأحكام والحدود" يضمن القارئ فوائدها بالكتابة في أوراق خارجية يقسمها ما بين "محرم وواجب ومستحب ومكروه" لكل قسم ما تناولته من أمثلة. ثانيا: الحوار كنقاش بين القارئ ونفسه فيما فهم أو كتابة سؤال على فقرة وجوابها، ففي كتب "العقيدة" مثلا المليئة بالتصنيفات، والأدلة، والحجج، نجد مؤلفا مميزا بعنوان : "اللآلئ البهية في تقريب شرح العقيدة الطحاوية" للمؤلف أ.د. محمد بن عبد الرحمن الخميس، جعل كاتبه طريقة عرضه لمؤلفه على هيئة "أسئلة وأجوبة" لكل قسم من أقسام هذا العلم تسهيلا للقارئ وتيسيرا عليه، كذلك تقريبه لطلاب العلم مع التعليق عليه إذ غالبا ما تحوي الكتب المتخصصة في هذا الجانب كثيرا من التطويل والإسهاب. .ثالثا: الاختصار غالبا ما تبسط الكتب الفوائد والدراسات، وقد تستدعي الاختصار تحاشيا لطولها الممل، لذا فالقارئ "المبتدئ" غالبا ما تساعده هذه الطريقة في ملئ مخزونه الفكري وتحقيق الفائدة الأهم من قراءته للكتاب لذلك تساعد البحوث الجامعية والدراسية مثلا الطلبة على فهم المقررات بفرض الواجبات المعتمدة على "البحث في المراجع" و"تلخيص الكتب" فالقراءة الأولى لا تكفي أبدا كذلك كثير من المبادرات الاجتماعية التي تنظم على هيئة "مسابقات" تهدف فيها إلى تعزيز القراءة باعتماد الملخصات التي تستهوي الشباب كمبادرة "كتاب في دقائق" الذي تدعمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، إذ تمثل نقلة نوعية ببساطة فكرتها في عملية نشر الثقافة كما جاء في تعريف المبادرة [6]. .رابعا: مراجعة أو "قراءة" وتعتبر هذه النقطة – في نظري – الأهم والأثمن، وتختلف عن نقطة "الاختصار" بأن القارئ أو الكاتب يشارك فيها رأيه ويبني "مراجعته" عليها، إذ تلهمه في بناء تصور سليم عن الموضوع المناقش، قد يوافق الكاتب أو يخالفه فيها، وغالبا ما تكون المراجعات والقراءات تلخيصا لفحوى الكتاب وقراءة مغايرة لمضامينه، تزيد من شعبيته ربما بتأييد مضمونه، أو تنقصها بالنقد الرافض، وهذا ما يعزز من فائدة القراءة وتبيان حقيقة فائدة "التقييد الكتابي" إذ لا يتوصل إلى ذلك بالحكم غالبا إلا قارئ نهم تعينه على بناء رأيه الخالص، وفتح عوالم أفكار جديدة، قد لا يقف عليها القارئ المبتدئ في قراءته للكتاب، ويتضح في ذلك أثرها النفعي العلمي لكلا الطرفين. أخيرا: تعلم عزيزي القارئ أن من يكتنز شيئا يحفظه بكل طرق السلامة وما أكرم من العلم على العقل اكتنازا يحفظه صاحبه تدريسا وكتابة، فكم غبطتك نفسك حين أردت استذكار معلومة فائتة، فخانتك ذاكرتك فتنميت لو أن كان لك ملخص تجمع فيه "لب الفوائد"، فما تلك إلا طريقة العلماء والحكماء والموفقين من طلبة العلم، ولا يعجزك مماثلتهم واذكر قول الشاعر : العلم صيد والكتابة قيده ** قيد صيودك بالحبال الواثقة, فمن الحماقة أن تصيد غزالة ** وتتركها بين الخلائق طالقة ! دمتم بإنتاجية .[1]. ذكر الشيخ : علي الطنطاوي – رحمه الله - في كتابه "الذكريات", ذات التجربة, أنه ممن كان يعتمد على ذاكرته بداية حياته في قراءاته ومواقفه, وقد خانته في آخر عمره حين أحتاج إليها . [2]. الصحبة المعينة التي تميل النفس إليها, فتختارها من بين الكثير, إذ يوافقون الطبع, ويحسنون السمع . [3]. القارئ النهم, أي : كثير القراءة . [4]. الألباني, السلسلة الصحيحة, عن أنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص, وابن عباس, 2026 . [5]. وقد يرتبط هذا بسوء التغذية وقلة الفيتامينات، علاوة على أن "الإكثار من الشيء" له عواقبه بلا شك، لذا فالإقلال "الصحي" مطلوب. [6]. الموقع : http/http://ift.tt/29dfn43